بين «غواصة» طاهر المصري و«افرهول» الإدارة
تعقيب على مقالتي والتي كانت بعنوان الغواصة، نشرت بتاريخ 12/11/2014 في موقع جو عمان
بقلم بسام بدارين
بكل تأكيد ينطوي تشبيه سياسي مخضرم من وزن وحجم طاهر المصري للأردن بـ «الغواصة» على بلاغة تعبيرية ومقاربة سياسية نرجح أن الرجل المخضرم قصدها تماما وهو يحاول بكل لباقات الكون المألوفة فيه «تشخيص» الأزمة والتأشير على احتمالات المعالجة.
صديقنا المصري يطالب بإجراء صيانة شاملة للغواصة حتى تبقى في حالة حركة تتلمس طريقها وسط ظلمة البحر.
برغم أن هذا الإجراء الوقائي معتاد وتتطلبه اعتبارات الغوص قبل الانزلاق في أعماق البحر إلا أنني شخصيا أحسب أن لباقة المصري تمنعه من التحدث عن الحاجة الملحة وطنيا «لأفرهول» شامل لماكينة الغواصة يشمل الجلود والزيوت والتشحيم والرنقات واستبدال القطع المعطوبة بدلا من ترقيعها.
في عالم الصيانة القطعة المعطوبة التي استعملت لسنين تستبدل عندما يصبح إصلاحها مستحيلا، إلا في الحالة السياسية والنخبوية الأردنية للأسف فنحن نجتر رموزنا ونحبطهم ونساهم في تجميد طاقتهم مع تكرار التجربة وإرهاق عضلات ومفاصل الكفاءة التي نبحث عنها.
شخصيا لا أفهم مع الاحترام لذات كل رموز الإدارة عندنا كيف يصل مواطن ما لموقع الصف الأول في وزارة الخارجية ثم المياه وكيف يتحول شخص ما من قطاع الصناعة والتجارة ثم عضوية مجلس الأعيان ليصبح خبيرا في القطاع السياحي.
وكيف يترك مساحة استثمارية شخص ما بعد مغادرته للتو وزارة الشؤون البرلمانية مثلا، وكيف يصح لي أن أصبح سفيرا بعدما كنت خبيرا في الدراسات الإكتوارية أو وزيرا للشؤون السياسية بعدما كنت خبيرا في إدارة القروض الخارجية في قطاع المياه.
في المسار الوطني العام المشهد واضح وإذا أردنا أن نضيف الى كبير من حجم دولة أبو نشأت نتحدث عن أفرهول بعدما أضعنا المفتاح.