كلمة في حفل تكريم السيد زيد الرفاعي بعد انتهاء مهامه في مجلس الأعيان
كلمتي في حفل تكريم السيد زيد الرفاعي بمناسبة تقاعده من العمل العام والذي أقيم بنادي الملك حسين 2009
دولة ابو سمير،
بداية، إسمح لي أن أرحب باسمك، وباسمي، بأصحاب الدولة والمعالي والعطوفة والسعادة الحضور، في هذا الحفل الرمزي الذي يقيمه مجلس الأعيان تكريماُ لدولتك، واعترافاً صادقاً منا جميعاً بالمكانة المرموقة التي تحظى بها في أوساط الحياة السياسية والعامة في الأردن، هذه المكانة التي ستبقــى في أذهاننا جميعاً لأجيال وأجيال. فأنت أحد رجالات الأردن الذي عملوا، على امتداد خمسة عقود، بجد وإخلاص في عدد من مواقع صنع القرار، وفي تقرير سياسات الأردن الداخلية والخارجية، وكنت قريباً من جلالة المغفور له الحسين العظيم، وعندما كان الأردن يمر بأحلك الأوقات وأشد الأزمات. وبهدي من رؤى الحسين الثاقبة، كانت آراؤكم السديدة، وثقافتكم السياسية خير عون على اجتياز هذه العواصف العاتية، وصولاً بالأردن إلى شاطىء الأمان. عندمـــا انتقلت الراية إلى صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني، كنت أيضاً قريباً منه، تسدي بروح المسؤولية نفسها الرأي والمشورة. هكذا بني الأردن بجهد وصدق وتفاني كل أبنائه، كباراً وصغاراً، بمختلف شرائحهم الاجتماعية، وعلى امتداد كل مناطقه الجغرافية، حتى أصبح، وبرغم ندرة موارده، معجزة نفاخر بنموها، وأمنها، واستقرارها، وقدرتها على البقاء وعلى الاستقرار، المنطقة العربية والدنيا. طبعاً كانت، وما تزال، هناك مخاطر كثيرة تحيط بالأردن. ولقد تغلبنا عليها، وسوف نبقى كذلك، بفضل تماسك جبهتنا الداخلية وقوة نسيجنا الاجتماعي ومتانته. فنحن قادرون على صنع مستقبلنا، كما صنعناه في الماضي.
لا أقول هذا مجاملة لك، أو بسبب المودة والعلاقة القديمة التي نشأت بيننا، بل أقول ذلك بموضوعية وصدق.واسمح لي هنا أن أستذكر، بحضور إخواني وأخواتي الأكارم كيف بدأت حياتي في الخدمة العامة معك عندما طلبت مني أن أصبح وزيراً للأرض المحتلة في الحكومة التي شكلتها عام 1973، ثم وزيراً للخارجية عام 1985.
وأعترف أمام الجميع (أنك تحملتني) مرات ومرات عندما كنا نختلف حول بعض المواقف والسياسات، وقد أكملنا طريقنا سوية إلى أن وصلت إلى هذا اليوم الذي يشرفني أن أكون فيه على رأس زملائك وأصدقائك ومحبيك في حفل تكريمي بسيط ورمزي لك. وبتواضع شديد أقول لك شكراً. وسيكون زملاؤك القدامى والجدد في مجلس الأعيان عوناً للوطن والملك، يحملون الأمانة التي تولوها، محافظين على الدستور بمفاهيمه السياسية، وبنصوصه وثوابته. وسنبقى دائماً وأبداً في خدمة العرش الهاشمي، وصاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، وفي خدمة الأردن الحبيب الغالي والشعب الأردني النبيل.
أتمنى لدولة أبي سمير العمر المديد والصحة، وأتمنى أن تحظى مع عائلتك وأحفادك بالسعادة والسرور والهناء، مع دعائي إلى المولى العلي القدير أن تبقى لنا منهلاً للحكمة والخبرة والرأي السديد.